7 نصائح لرعاية الأطفال نفسياً في ظل «كوفيد-19»
قدمت شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» 7 نصائح وإرشادات لأفراد المجتمع حول الرعاية النفسية للأطفال في ظل ظروف انتشار فيروس كورونا المستجد، ومرحلة التعافي، ركزت على كيفية تعامل الأهل مع أبنائهم، خاصة أولئك الذين يعانون من التوحد والوسواس القهري، ومساعدتهم للتعامل مع مشاعر الخوف أو القلق وتخطي هذه المرحلة للوصول لمرحلة التقبل والاستعداد النفسي للتعايش مع الأجواء الناجمة عن هذه الجائحة.
وتمثلت تلك النصائح السبع بأهمية تقوية الترابط بين أفراد الأسرة، تعريف الأبناء أن هذه الظروف استثنائية وستمر وتنتهي بمشيئة الله، لكن دون إعطائهم تاريخاً محدداً، إعطاء كل طفل المعلومات التي يستوعبها حسب عمره وفهمه بدون تهويل ولا تهوين، عدم ترك الأطفال باستمرار ولأوقات طويلة مع الأجهزة الإلكترونية، وضرورة استغلال أوقاتهم في الدراسة وتلقي العلم، أهمية تعليم الأطفال والمراهقين أن المرض يصيب أي شخص مهما كان وليس للإصابة علاقة بلون، أو ديانة، أو جنسية، أو عمر، وأخيراً استشارة اختصاصي الطب النفسي إذا زادت أعراض القلق والخوف.
وتأتي هذه الإرشادات ضمن برنامج الدعم النفسي والاجتماعي الذي تقدمه شركة «صحة» لأفراد المجتمع في ظل ظروف انتشار كوفيد-19، ومرحلة التعافي.
وأكدت اختصاصية الطب النفسي للأطفال في مستشفى العين التابع لشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» الدكتورة دعاء بركات أهمية تقوية الترابط بين أفراد الأسرة حتى يتمكن الأطفال والمراهقون من التعامل معها وتجاوزها، من خلال قضاء الوالدين وقتاً كبيراً ومفيداً معهم واكتشاف مواهبهم وتنمية مهاراتهم.
وقالت إن الشعور ببعض الخوف يعد أمراً اعتيادياً لأن الخوف غريزة طبيعية موجودة عند كل البشر، وأنه يمكن أن يعد أمراً مرضياً عندما يكون غير طبيعي، وعندما يصبح للخوف تأثير كبير على الحياة اليومية للطفل، كأن يصبح غير قادر على اللعب، وغير قادر على الدراسة ولا تمضية وقت مع أهله، إلى جانب الشعور بصداع متكرر، وضربات قلب سريعة، ومغص، مشيرة إلى أنه إذا شعر الأهل بأن الطفل لديه أعراض الخوف المرضي، فلا بد من مراجعة الطبيب المختص.
وأضافت أن الروتين اليومي للطفل يؤدي للإحساس بالأمان، مثل استيقاظه في وقت معين، وذهابه للمدرسة والعودة منها في وقت محدد، وتناول غدائه، وأداء واجباته المدرسية، وممارسته لهواياته، ونشاطه الرياضي، وتناوله لعشائه في وقت محدد، وخلوده للنوم في وقت منتظم، كل هذه الأمور تعد من الروتين اليومي للطفل والمراهق، لكن هذا الروتين حدث له اضطراب نتيجة للظروف الناجمة عن فيروس كورونا، مما أدى إلى خلل نفسي عند البعض خاصة ممن لديهم توحد، أو إعاقة ذهنية، وكذلك من لديهم الخوف والقلق من التقاط فيروس كورونا.
وأوضحت بركات أن كل هذه الأمور تزيد من الأعراض النفسية لدى بعض الأطفال والمراهقين خاصة ممن يعانون من اضطراب القلق العام والوسواس القهري، وأن على الأهل إذا لاحظوا أن الأعراض النفسية زادت نتيجة اضطراب الروتين اليومي، ولم تعد إلى طبيعتها مع مرور الوقت، فعندها يجب استشارة اختصاصي الطب النفسي.
وشددت على أهمية دور أولياء الأمور في ظل هذه الظروف، وأن عليهم أن يقوموا بتعريف أبنائهم بالظروف الاستثنائية التي يمر بها الناس في مختلف أنحاء العالم، وأن هذه الظروف ستمر وتنتهي بمشيئة الله، لكن دون إعطائهم تاريخاً محدداً أو وعداً قاطعاً بأن الأمور ستعود إلى طبيعتها في وقت محدد، إذ إنه إذا لم تنته هذه الظروف بذلك التوقيت فإن ذلك سيؤدي إلى فقدان الأهل لمصداقيتهم أمام أطفالهم.
وأشارت كذلك إلى ضرورة إعطاء كل طفل المعلومات التي يستوعبها حسب عمره وفهمه، وضرورة إعطائه معلومات صحيحة، بدون تهويل ولا تهوين، لأن التهويل الشديد سوف يزيد القلق ويؤدي إلى الخوف، والتهوين سوف يؤدي إلى أن الطفل يتهاون ويهمل الإجراءات الاحترازية والعادات الصحية السليمة مما قد يكون له عواقب لا تحمد عقباها لا قدر الله.
ونبهت الدكتورة دعاء بركات إلى مخاطر ترك الأطفال باستمرار ولأوقات طويلة مع الأجهزة الإلكترونية، وضرورة مراقبة ما يتابعونه، والحذر من حصولهم على المعلومات من المواقع الإلكترونية غير الموثوقة، لأنه يوجد الكثير من المعلومات المغلوطة والشائعات حول فيروس كورونا المستجد، ولا بد من شغل أوقات الأطفال والمراهقين في أشياء مفيدة، وتنمية مواهبهم ومهاراتهم وتقوية الترابط الأسري، وعدم السماح لهم بمتابعة مشاهد مخيفة لضحايا كورونا.
وجددت التأكيد على أهمية دور الأسرة، وأنها هي مصدر الأمان بالنسبة للأطفال والمراهقين، وضرورة استغلال أوقاتهم في الدراسة وتلقي العلم، وتشجيعهم على الدراسة عن بعد، مشيرة إلى أن فترة بقاء الأهل والأبناء في المنزل تعد فرصة ليتم مراقبة الأطفال والتعرف على أي قصور في الانتباه والتركيز لديهم، حتى يتم اللجوء إلى المختصين لمعالجة أي قصور وكذلك التعرف على المستوى الأكاديمي للأبناء ليتم تأسيسهم بشكل صحيح، والتعرف على ما إذا كان لديهم أي تأخير أكاديمي والعمل على تعويض الفجوة بينهم وبين أقرانهم.
وفي الختام أشارت الدكتورة دعاء بركات اختصاصية الطب النفسي للأطفال في مستشفى العين التابع لشركة «صحة» إلى ضرورة تعليم الأطفال والمراهقين أن المرض يصيب أي شخص مهما كان وليس للإصابة علاقة بلون، أو ديانة، أو جنسية، أو عمر، حتى يتعامل الأطفال مع الآخرين خارج الأسرة بإيجابية، ولا ندع أي فرصة للتنمر.