«اليوم العالمي لسلامة الأغذية»... التأكيد على وعي المستهلك من أجل صحته
في عالم تتزايد فيه الأمراض وتبرز فيه سلالات جديدة من الفيروسات، فإن الحاجة للمحافظة على الغذاء الصحي النظيف تصبح أكثر، وهي في الأساس لم تكن ترفاً في يوم من الأيام، ذلك أن الغذاء غير المضمون صحيا يشكل أكبر خطر على صحة الفرد ونشاطه الجسدي، ومن هنا جاء الاحتفال الدولي بـ»اليوم العالمي لسلامة الأغذية» ( اليوم 7 حزيران) ليشدد على ضرورة ايلاء سلامة الغذاء الأهمية القصوى من قبل الدول والأفراد على حد سواء.
الغذاء وحقوق المستهلكين
«سلامة الأغذية» هي غياب الأخطار (أو وجود مستويات مقبولة منها) في الأغذية التي قد تضر بصحة المستهلكين. يمكن أن تكون المخاطر التي تنقلها الأغذية كائنات ميكروبيولوجية أو كيميائية أو فيزيائية، وغالبًا ما تكون غير مرئية للعين البسيطة؛ على سبيل المثال البكتيريا، الفيروسات أو بقايا المبيدات.
ولسلامة الأغذية دور حاسم في ضمان بقاء الأغذية آمنة في كل مرحلة من مراحل السلسلة الغذائية من الإنتاج إلى الحصاد والتجهيز والتخزين والتوزيع، وصولاً إلى الإعداد والاستهلاك. الغذاء الملوث بالبكتيريا أو الفيروسات أو المبيدات أو المخلفات الكيميائية، على سبيل المثال، يمكن أن يتسبب في أمراض خطيرة، بل وفي أسوأ الحالات، قد يؤدي إلى الموت. ومن حقّ المستهلكين في جميع أنحاء العالم في أن يتوقَّعوا أن تكون الأغذية التي يشترونها ويتناولونها سليمة وجيّدة.
تحديات جديدة
ويأتي في تقرير للأمم المتحدة نشر على موقعها أمس:
هناك ما يقدر بثلاثة ملايين شخص في جميع أنحاء العالم، في البلدان المتقدمة والنامية، يموتون كل عام من جرّاء الأمراض المنقولة عبر الغذاء والماء، ويمرض ملايين آخرون. تعدّ الأغذية نقطة البداية لطاقاتنا وصحتنا ورفاهيتنا. وغالبًا ما نعتبرها سليمة، لكن في عالم يزداد تعقيدًا وترابطًا، حيث أصبحت سلاسل القيمة الغذائية تستغرق فترة أطول، تكون المعايير واللوائح أكثر أهمية في الحفاظ على سلامتنا.
إذا كانت الأغذية غير سليمة، فهي ليست أغذية. لا يمكننا أن نأمل القضاء على الجوع وخلق عالم خالٍ من الجوع، من دون هذه اللبنة الأساسية.
معلومات وحقائق
بحسب الأمم المتحدة لا يوجد أمن غذائي من دون سلامة أغذية خصوصا في عالم أصبحت فيه سلسلة الإمدادات الغذائية أكثر تعقيدا، فإن أي حادث سلبي مرتبط بسلامة الأغذية قد يكون له آثار سلبية عالمية على الصحة العامة والتجارة والاقتصاد، ومن ثم فالعبء العالمي للأمراض المنقولة بالأغذية هائل، ويؤثر على الأفراد من جميع الأعمال، لا سيما الأطفال دون سن الخامسة والأشخاص الذين يعيشون في مناطق العالم المنخفضة الدخل.
وتضطلع هيئة الدستور الغذائي (المعايير الغذائية الدولية) المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية في مجال وضع مواصفات غذائية دولية لحماية صحة المستهلكين وضمان ممارسات عادلة في تجارة الأغذية، كما أن منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية تضطلعان كذلك بدور ريادي في إتاحة أنشطة بناء القدرات للبلدان من أجل تطبيق نظم سلامة الأغذية. والأمم المتحدة مؤمنة جدا بأن تحسين سلامة الأغذية يسهم بشكل إيجابي في التجارة والعمالة والتخفيف من حدة الفقر.
ولذا قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان يوم 7 حزيران/يونيه يوما عالميا لسلامة الأغذية. وانعقد المؤتمر الدولي الأول عن سلامة الأغذية في أديس أبابا، بإثيوبيا، في يومي 12 و 13 شباط/فبراير 2019. وذكّر المشاركون بالجهود السابقة والجارية المبذولة من الحكومات وأصحاب المصلحة الآخرين، وسلطوا الضوء على الدور الأساسي الذي تضطلع به سلامة الأغذية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030. كما أشاروا كذلك إلى التغييرات الجارية على صعيد المناخ وفي النظم العالمية لإنتاج الأغذية وإمداداتها، وإلى ضرورة تمكين المستهلكين من خلال تحسين المعلومات والتثقيف بشأن الصحة و التغذية.
مفتاح الحياة
كما نشرت الأمم المتحدة أرقاما جديدة تدق ناقوس الخطر وتدعو لضرورة الحفاظ على مصادر الغذاء ومنع تلوثها، وجاء في التقرير: إتاحة كميات كافية من الأطعمة المغذية والمأمونة هي مفتاح الحفاظ على الحياة وتعزيز التمتع بالصحة الجيدة.
الأغذية غير المأمونة والتي تحتوي على جراثيم ضارة أو فيروسات أو طفيليات أو مواد كيميائية تتسبب في الإصابة بأكثر من 200 مرض، تراوح بين الإسهال والسرطان.
تشير التقديرات إلى وجود 600 مليون شخص، بواقع شخص واحد تقريباً من أصل كل 10 أشخاص في العالم، ممّن يسقطون في حبائل المرض في أعقاب تناول طعام ملوث، وإلى وجود 000 ,420 شخص آخر ممّن يموتون سنوياً؛ ما يسفر عن فقدان 33 مليون شخص من الذين يتمتعون بحياة صحية (على أساس سنوات العمر المعدّلة باحتساب مدد العجز).
ويتحمل الأطفال دون سن الخامسة نسبة 40% من عبء الأمراض المنقولة بالغذاء، ويموت منهم سنوياً 000 ,125 طفل.
وأمراض الإسهال هي من أكثر الأمراض شيوعاً التي تنجم عن استهلاك أغذية ملوثة وهي تتسبب في سقوط 550 مليون شخص في حبائل المرض وتحصد أرواح نحو 000 ,230 شخص آخر سنوياً. توجد صلة وثيقة بين السلامة الغذائية والتغذية والأمن الغذائي؛ فالأغذية غير المأمونة توجد حلقة مفرغة من المرض وسوء التغذية، وخصوصاً ما يصيب الرضع وصغار الأطفال والمسنين والأشخاص ذوي الصحة المعتلة.
الأمراض المنقولة بالغذاء تعرقل التنمية الاجتماعية الاقتصادية؛ إذ إنها تفرض عبئاً ثقيلاً على النظم الصحية، وتلحق الضرر بالاقتصادات الوطنية وبقطاعي السياحة والتجارة. سلاسل توريد الأغذية تعبر الآن عدة حدود وطنية. ويساعد التعاون الجيد بين الحكومات والمنتجين والمستهلكين على ضمان السلامة الغذائية.