تحدّياً للحظر الأميركي.. الصين تتوصل إلى تقنيات جديدة لصناعة أشباه الموصلات
باحثون صينيون يتوصلون إلى تقنيات جديدة في صناعة أشباه الموصلات، الأمر الذي يفتح المجال أمام بكين لتحدي العقوبات الأميركية، التي تمنعها من الحصول على التقنيات المتطورة الخاصة بتصنيعها.
توصّل باحثون صينيون إلى تقنيات جديدة يمكن أن تمنح بكين القدرة على تحدي الحظر، الذي فرضته الولايات المتحدة الأميركية ضدها، فيما يتعلق بصناعة أشباه الموصلات.
ويعمل الخبراء الصينيون على استخدام أكسيد الغاليوم في تصنيع الجيل الـ 4 من أشباه الموصلات، الأمر الذي يفتح المجال أمام الصين في هذا المجال واختراق الحظر الذي تفرضه واشنطن ضدها بسبب حرمانها من الحصول على التقنيات المتطورة الخاصة بتصنيعها.
وشهدت صناعة أشباه الموصلات مراحل متعددة على مدى عقود، يمثل كل منها جيلاً من أجيال هذه الصناعة، بحيث يستخدم كل جيل تقنيات ومواد أفضل من الجيل السابق.
وبينما بدأت الصناعة تعتمد على استخدام السيليكون والجرمانيوم في الجيل الأول، فإنّ الجيل الثاني كان يعتمد على استخدام فوسفيد الإنديوم وزرنيخيد الغاليوم، ثم استُخدم نيتريد الغاليوم وكربيد السيليكون في الجيل الثالث.
وسيكون أكسيد الغاليوم محور صناعة أشباه الموصلات في الجيل الرابع إذا تمكنت الصين من استكمال إنجازها في هذا المجال بصورة تمنحها تفوقاً على الولايات المتحدة الأميركية.
وتحاول واشنطن حرمان الصين من الوصول إلى التقنيات المتطورة في مجال أشباه الموصلات، بسبب أهميتها الكبيرة في الصناعات العسكرية، وإمكان استخدامها في تطوير أسلحة وطائرات من الجيلين الخامس والسادس، تستطيع التفوق على الأسلحة الأميركية، بالإضافة إلى أهميتها في قطاع البنية التحتية في عدة مجالات، وخصوصاً الاتصالات.
ومع أنّ أشباه الموصلات اختُرعت في الولايات المتحدة، فإنّ البلاد تنتج نحو 10% فقط من الإمدادات العالمية، وفقاً للبيت الأبيض، مع استيراد نحو 75% من الإمدادات الأميركية من شرقي آسيا.
ويكافح أصحاب العمل في جميع أنحاء الولايات المتحدة للعثور على عمال، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، التي أشارت إلى أنّ "صانعي أشباه الموصلات لطالما واجهوا صعوبة في توظيف عمال بسبب نقص الوعي بالصناعة، وقلة الطلاب الذين يدخلون المجالات الأكاديمية ذات الصلة".
وذكرت الصحيفة أنّ "صناعة أشباه الموصلات الأميركية ستواجه نقصاً يتراوح بين 70 و90 ألف عامل، خلال الأعوام القليلة المقبلة، وفقاً للبيانات.
وتوقّعت شركة "ماكينزي" الأميركية عجزاً يقدَّر بنحو 30 ألف مهندس و 90 ألف فني ماهر في الولايات المتحدة، بحلول عام 2030.
في المقابل، أنشأت الصين ائتلافاً تجارياً (كونسورتيوم) من الشركات والمعاهد البحثية لتعزيز الإنتاج المحلي من أشباه الموصلات، في مواجهة العقوبات الأميركية المفروضة عليها.